مجتمع الوردة حكاوي رايقة
عزيزتي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سررنا بزيارتك للمنتدى وسنسر أكثر لو سجلت معنا وشاركتنا برايك ننتظر تسجلك
في امان الله ^.^
مجتمع الوردة حكاوي رايقة
عزيزتي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سررنا بزيارتك للمنتدى وسنسر أكثر لو سجلت معنا وشاركتنا برايك ننتظر تسجلك
في امان الله ^.^
مجتمع الوردة حكاوي رايقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


هنا نبدأ ونرتقي وفي الجنة نلتقي باذن الله
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من روائع قصص الانبياء والتابعين

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2013 9:04 pm

قصة الصحابي الجليل حارثة بن النعمان رضى الله عنه

       حارثة بن النعمان ابن نفع بن زيد بن عبيد بن مالك بن النجار الخزرجي

       النجاري ، ويقال : ابن رافع ، بدل : ابن نفع .

       إنه الرجل الذي رد عليه جبريل السلام ، إنه الرجل الذي سمع النبي

       صلى الله عليه وسلم صوته في الجنة وهو يقرأ القرآن .

       إنه الرجل الذي تكفل الله برزقه في الجنان .

       إنه الرجل الذي ضرب القدوة والأسوة في البر والإحسان .

       له من الولد : عبد الله ، وعبد الرحمن ، وسودة ، وعمرة ، وأم كلثوم

       و يكنى : أبا عبد الله .

       قال الواقدي : كانت له منازل قرب منازل النبي صلى الله عليه وسلم ،

       فكان كلما أحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلا تحول له حارثة

       رضي الله عنه عن منزل ، حتى قال :

       " لقد استحييت من حارثة ، مما يتحول لنا عن منازله "



       ^¤|| إسلامه ||¤^

       لقد اسلم حارثة رضي الله عنه على يد أول سفراء الإسلام الى المدينة

       مصعب بن عمير رضي الله عنه ، وأسلمت أمه جعدة بنت عبيد وأسلمت

       كذلك اسرته كلها.

       وكان حارثة رضي الله عنه ممن استقبلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم

       عند هجرته الى المدينة وازدادت فرحته لما نزل رسول الله صلى الله عليه

       وسلم في دار أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه.

       وذلك لأن حارثة رضي الله عنه كان من بني النجار فضمن بذلك أن يكون

       قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

       فكان يتردد كثيرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتبس من هديه

       واخلاقه وعلمه ، ويتمنى من كل قلبه أن يفدي الحبيب بنفسه وبماله وبكل

       ما يملك.





       ^¤|| بره بوالدته ||¤^

       - عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :

       ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

       " نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارىء يقرأ ، فقلت : من هذا ؟

       قالوا : هذا حارثة بن النعمان.

       فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم : " كذاك البر، كذاك البر "

       وكان أبر الناس بأمه )

       - وقالت رضي الله عنها :

       ( كان رجلان من أصحاب رسول الله أبر من كان في هذه الامة بأمهما :

       عثمان بن عفان ، وحارثة بن النعمان رضي الله عنهما ..

       أما عثمان فإنه قال : ما قدرت أتأمل وجه أمي منذ أسلمت.

       وأما حارثة فكان يطعمها بيده ، ولم يستفهمها كلاما قط تأمر به ، حتى

       يسأل مَن عندها بعد أن يخرج : ماذا قالت أمي؟ )



       ^¤| رؤيته جبريل عليه السلام | ||¤^

       عن حارثة رضي الله عنه انه قال :

       ( رأيت جبريل من الدهر مرتين :

       يوم الصورتين " موضع بالمدينة " حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم

       الى بني قريظة ، مر بنا في صورة دحية ، فأمرنا بلبس السلاح .

       ويوم موضح الجنائز حين رجعنا من حنين ، مررت وهو يكلم النبي صلى

       الله عليه وسلم فلم أسلم.

       فقال جبريل : من هذا يا محمد ؟

       قال : " حارثة بن النعمان "

       فقال : أما إنه من المائة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في

       الجنة ، ولو سلم لرددنا عليه )

       وفي رواية عن حارثة رضي الله عنه قال :

       ( مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل عليه السلام جالس

       في المقاعد يعني في صورة رجل فسلمت عليه ثم أجزت ، فلما رجعت

       وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هل رأيت الذي كان معي ؟ "

       قلت : نعم.

       قال : " فإنه جبريل وقد رد عليك السلام " )

       فيا له من شرف و وسام من أوسمة الشرف والمكانة وضع على صدر حارثة

       رضي الله عنه يوم سلم عليه أمين السماء عليه السلام ، ليذكر اسمه عند الرحيم

       الرحمن ، ويا لها من سعادة غمرت قلب حارثة رضي الله عنه



       ^¤|| مواقف نبيله ||¤^

       - من مواقفه النبيلة أنه لما علم أن عليا تزوج فاطمة رضي الله عنهما في

       منزل بعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ترك منزله القريب من رسول الله

       صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنهما لتقرعين رسول الله

       صلى الله عليه وسلم بقربهما.

       - وكذلك لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي رضي

       الله عنها أنزلها في منزل من منازل حارثة رضي الله عنه بعد ان تحول

       حارثة رضي الله عنه عن منزله .

       - ويوم بدر قاتل حارثة رضي الله عنه قتال الأبطال ، وخاض المعركة ببسالة

       وفداء ، وقوة وثبات ، وانقض على عثمان بن عبد شمس فأسره ولما بعثت

       قريش في فداء الأسرى أرسل جبير بن مطعم في فداء عثمان ففاز حارثة

       بالأجر والفداء.



       ^¤|| جهاده ||¤^

       شهد حارثة رضي الله عنه المشاهد والغزوات كلها مع رسول الله صلى الله

       عليه وسلم ، وفي حنين كان من المائة الصابرة الذين أحاطوا برسول الله

       خوفا عليه من أن يصيبه مكروه.

       واستمر حارثة رضي الله عنه يتابع رحلة جهاده وكفاحه في حياة النبي

       صلى الله عليه وسلم ، وفي عهد خلفائه الراشدين ، ولن ينسى التاريخ موقفه

       لما حوصر عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال له :

       ( ان شئت قاتلنا دونك )



       ^¤|| وفاته ||¤^

       ومات حارثة رضي الله عنه في خلافة معاوية رضي الله عنه بعد ان ملأ الدنيا

       برا وعلما ، وبذلا وعطاء .

       رضي الله عن حارثة وعن سائر الصحابة أجمعين



   




       قصة اول طعام اهل الجنه




       عن أنس رضي الله عنه أن عبدالله بن سلام بلغه مقدم النبي صلى اللهم عليه وسلم المدينة فأتاه يسأله عن أشياء فقال
       إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما بال الولد ينزع إلى
       أبيه أو إلى أمه قال (( أخبرني به جبريل آنفا قال ابن سلام ذاك عدو اليهود من الملائكة قال أما أول أشراط الساعة
       فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الولد فإذا سبق ماء
       الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزعت الولد قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
       قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت فاسألهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي فجاءت اليهود فقال النبي صلى اللهم عليه وسلم
       أي رجل عبدالله بن سلام فيكم قالوا خيرنا وابن خيرنا وأفضلنا وابن أفضلنا فقال النبي صلى اللهم عليه وسلم أرأيتم
       إن أسلم عبدالله بن سلام قالوا أعاذه الله من ذلك فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك فخرج إليهم عبدالله فقال أشهد أن لا إله إلا الله
       وأن محمدا رسول الله قالوا شرنا وابن شرنا وتنقصوه قال هذا كنت أخاف يا رسول الله ))

       رواه البخاري / ( صحيح ) وهو في مشكاة المصابيح

       ****


       ****

       وفي صحيح الجامع الصغير :


       (( أما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق فتحشر الناس إلى المغرب وأما أول ما يأكل أهل الجنة فزيادة كبد الحوت
       وأما شبه الولد أباه وأمه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع إليه الولد وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها )) .

       عن أنس ( صحيح ) صحيح الجامع.


       فإن الله سبحانه أعد لعباده المؤمنين ضيافة يستقبلهم بها إذا دخلوا الجنة وهذه الضيافة مكونة من "الكرة الأرضية" يصيرها الله خبزة يأكلونها ويأكلون معها زيادة كبد الحوت .

       فنسأل الله الجنة وما قرب إليها من قول وعمل .

       ونعوذ بالله من النار وما قرب إليها من قول وعمل

       1/ عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم :
       [تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر ؛ نزلا لأهل الجنة ]

       قال أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه- : فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بِنُزُلِ أهل الجنة يوم القيامة؟

       قال-صلى الله عليه وسلم-: [بلى].

       قال اليهودي : تكون الأرضُ خُبْزَةً واحدةً -كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

       قال أبو سعيد –رضي الله عنه- : فنظر إلينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم ضحك –صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه ،

       ثم قال اليهودي : ألا أخبرك بإدامهم؟

       قال-صلى الله عليه وسلم- : [بلى].

       قال اليهودي : إدامهم بالام وَنون .

       قالوا-يعني: الصحابة- : وما هذا ؟

       قال اليهودي : ثور وَنون يأكل من زائدةِ كبدهما سبعون ألفاً .

       رواه البخاري ومسلم

       [خبزة واحدة] : بضم الخاء المعجمة ، وسكون الموحدة بعدها زاي ،

       قال الخطابي: الخبزة الطُلْمَة وهو عجين يوضع في الحفرة بعد إيقاد النار فيها .

       قال النووي: معنى الحديث أن الله يجعل الأرض كالطُلْمة والرغيف العظيم ، ويكون ذلك طعاماً نزلا لأهل الجنة ، والله -تبارك وتعالى- على كل شيء قدير.

       [يتكفؤها] : أي: يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها .

       [نزلاً] : النُزُل -بضم النون والزاي ، ويجوز إسكان الزاي- وهو ما يُعَدُّ للضيف عند نزوله.
       [نواجذه] : بالنون والجيم والذال المعجمة جمع ناجذ وهو آخر الأضراس ، ولكل إنسان أربع نواجذ .

       وتطلق النواجذ –أيضاً- على الأنياب والأرض .

       [بإدامهم] : أي : ما يؤكل به الخبز .

       [بَالام] : بفتح الباء موحدة بغير همز ، وهي لفظة عبرانية معناها بالعبرانية: ثور ولهذا فسر ذلك به ، ووقع السؤال لليهود عن تفسيرها ولو كانت عربية لعرفها الصحابة ولم يحتاجوا إلى سؤاله عنها.

       [النون] : هو الحوت باتفاق العلماء .

       [زائدة كبدهما] : زيادة الكبد وزائدتها هي القطعة المنفردة المتعلقة بالكبد وهي أطيبه ، ولهذا خص بأكلها السبعون ألفاً .

       [يأكل منها سبعون ألفاً] : قال القاضي عياض: يحتمل أنهم السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب فخصوا بأطيب النُزُل ، ويحتمل أنه عبَّر بالسبعين ألفاً عن العدد الكثير ولم يرد الحصر في ذلك القدر وهذا معروف في كلام العرب.


       عن ثوبان –رضي الله عنه- مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: كنت قائماً عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء حبر من أحبار اليهود،

       فقال: السلام عليك يا محمد!

       فدفعته دفعةً كاد يصرع منها .

       فقال: لم تدفعني ؟

       فقلت: ألا تقول يا رسول الله ؟!

       فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله .

       فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: [إن اسمى محمد الذي سماني به أهلي].

       فقال اليهودي : جئت أسألك .

       فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : [أينفعك شيء إن حدثتك ؟ ].

       قال : أسمع بأذني .

       فنَكَتَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بعود معه ، فقال: [سل ].

       فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ؟

       فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : [هم في الظلمة دون الجسر].

       قال "اليهودي" : فمن أول الناس إجازة ؟

       قال-صلى الله عليه وسلم-: [فقراء المهاجرين].

       قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟

       قال-صلى الله عليه وسلم- : [زيادة كبد النون].

       قال"اليهودي" : فما غذاؤهم على أثرها؟

       قال –صلى الله عليه وسلم-: [ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها].

       قال "اليهودي" : فما شرابهم عليه ؟

       قال –صلى الله عليه وسلم- : [من عين فيها تسمى سلسبيلاً ] .

       قال "اليهودي" : صدقت .

       قال "اليهودي" : وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي ، أو رجل أو رجلان .

       قال –صلى الله عليه وسلم- : [ينفعك إن حدثتك ؟ ] .

       قال "اليهودي" : أسمع بأذني . قال "اليهودي" : جئت أسألك عن الولد .

       قال –صلى الله عليه وسلم- : [ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا فعلا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأةِ أذكرا بإذن الله ، وإذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل آنثا بإذن الله ] .

       قال اليهودي : لقد صدقت وإنك لنبي ، ثم انصرف ، فذهب ،

       فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : [لقد سألني هذا عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله به].

       رواه مسلم





       قصة الذي قتل مائة نفس -الحديث الشريف




       يحيط بابن آدم أعداء كثيرون يحسِّنون له القبيح ، ويقبحون له الحسن ، ويدعونه إلى الشهوات ، ويقودونه إلى مهاوي الردى ، لينحدر
       في موبقات الذنوب والمعاصي ، ومع وقوعه في الذنب ، وولوغه في الخطئية ، فقد يصاحب ذلك ضيق وحرج ، وتوصد أمامه أبواب
       الأمل ، ويدخل في دائرة اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، ولكن الله بلطفه ورحمته فتح لعباده أبواب التوبة ، وجعل فيها
       ملاذاً مكيناً ، وملجأ حصيناً ، يَلِجُه المذنب معترفا بذنبه ، مؤملاً في ربه ، نادماً على فعله ، غير مصرٍ على خطيئته ،
       ليكفر الله عنه سيئاته ، ويرفع من درجاته .


       وقد قص النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل أسرف على نفسه ثم تاب وأناب فقبل الله توبته ، والقصة رواها الإمام مسلم في صحيحه
       عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ،
       فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على راهب ، فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفسا ، فهل له من توبة ، فقال : لا ، فقتله فكمل
       به مائة ، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُلَّ على رجل عالم ، فقال : إنه قتل مائة نفس ، فهل له من توبة، فقال : نعم ،
       ومن يحول بينه وبين التوبة ، انطلق إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها أناسا يعبدون الله ، فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك ،
       فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصَفَ الطريق أتاه الموت ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ،
       فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدمي ،
       فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ،
       فقبضته ملائكة الرحمة . قال قتادة : فقال الحسن : ذُكِرَ لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره ).


       هذه قصة رجل أسرف على نفسه بارتكاب الذنوب والموبقات ، حتى قتل مائة نفس ، وأي ذنب بعد الشرك أعظم من قتل النفس بغير حق ؟! ،
       ومع كل الذي اقترفه إلا أنه كان لا يزال في قلبه بقية من خير ، وبصيص من أمل يدعوه إلى أن يطلب عفو الله ومغفرته ،
       فخرج من بيته باحثاً عن عالم يفتيه ، ويفتح له أبواب الرجاء والتوبة ، ومن شدة حرصه وتحريه لم يسأل عن أي عالم ،
       بل سأل عن أعلم أهل الأرض ليكون على يقين من أمره ،


       فدُلَّ على رجل راهب والمعروف عن الرهبان كثرة العبادة وقلة العلم ، فأخبره بما كان منه ، فاستعظم الراهب ذنبه ، وقنَّطه من رحمة الله ،
       وازداد الرجل غيّاً إلى غيِّه بعد أن أُخْبِر أن التوبة محجوبة عنه ، فقتل الراهب ليتم به المائة .

       ومع ذلك لم ييأس ولم يقتنع بما قال الراهب ، فسأل مرة أخرى عن أعلم أهل الأرض ، وفي هذه المرة دُلَّ على رجل لم يكن عالماً
       فحسب ولكنه كان مربياً وموجهاً خبيراً بالنفوس وأحوالها ، فسأله ما إذا كانت له توبة بعد كل الذي فعله ، فقال له العالم مستنكرا
       ومستغربا : ومن يحول بينك وبين التوبة ؟! ، وكأنه يقول : إنها مسألة بدهية لا تحتاج إلى كثير تفكير أوسؤال ، فباب التوبة مفتوح ،
       والله عز وجل لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ، ورحمته وسعت كل شيء ، وكان هذا العالم مربيا حكيما ، حيث لم يكتف بإجابته عن
       سؤاله وبيان أن باب التوبة مفتوح ، بل دله على الطريق الموصل إليها ، وهو أن يغير منهج حياته ، ويفارق البيئة التي تذكره
       بالمعصية وتحثه عليها ، ويترك رفقة السوء التي تعينه على الفساد ، وتزين له الشر ، ويهاجر إلى أرض أخرى فيها أقوام صالحون
       يعبدون الله تعالى ، وكان الرجل صادقا في طلب التوبة فلم يتردد لحظة ، وخرج قاصدا تلك الأرض ، ولما وصل إلى منتصف
       الطريق حضره أجله ، ولشدة رغبته في التوبة نأى بصدره جهة الأرض الطيبة وهو في النزع الأخير ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة
       وملائكة العذاب ،كل منهم يريد أن يقبض روحه ، فقالت ملائكة العذاب : إنه قتل مائة نفس ولم يعمل خيراً أبدا ، وقالت ملائكة الرحمة
       إنه قد تاب وأناب وجاء مقبلا على الله ، فأرسل الله لهم ملكا في صورة إنسان ، وأمرهم أن يقيسوا ما بين الأرضين ، الأرض التي
       جاء منها ، والأرض التي هاجر إليها ، فأمر الله أرض الخير والصلاح أن تتقارب ، وأرض الشر والفساد أن تتباعد ، فوجدوه أقرب
       إلى أرض الصالحين بشبر ، فتولت أمره ملائكة الرحمة ، وغفر الله له ذنوبه كلها .


       إن هذه القصة تفتح أبواب الأمل لكل عاص ، وتبين سعة رحمة الله ، وقبوله لتوبة التائبين ، مهما عظمت ذنوبهم وكبرت خطاياهم كما
       قال الله : {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }( الزمر 53) ،
       ومن ظن أن ذنباً لا يتسع لعفو الله ومغفرته ، فقد ظن بربه ظن السوء ، وكما أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب ، فكذلك القنوط
       من رحمة الله ، قال عز وجل : { ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون } (يوسف: 87) .

       ولكن لا بد من صدق النية في طلب التوبة ، وسلوك الطرق والوسائل المؤدية إليها والمعينة عليها ، وهو ما فعله هذا الرجل ،
       حيث سأل وبحث ولم ييأس ، وضحى بسكنه وقريته وأصحابه في مقابل توبته ، وحتى وهو في النزع الأخير حين حضره الأجل
       نجده ينأى بصدره جهة القرية المشار إليها مما يدل على صدقه وإخلاصه .

       وهذه القصة تبين كذلك أن استعظام الذنب هو أول طريق التوبة ،
       وكلما صَغُرَ الذنب في عين العبد كلما عَظُمَ عند الله ، يقول ابن مسعود رضي الله عنه : " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل
       جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه قال به هكذا فطار " ، وهذا الرجل لولا أنه كان معظماً لذنبه ،
       خائفاً من معصيته لما كان منه ما كان .

       والقصة أيضاً تعطي منهجاً للدعاة بألا ييأسوا من إنسان مهما بلغت ذنوبه وخطاياه ، فقد تكون هناك بذرة خير في نفسه تحتاج إلى
       من ينميها ويسقيها بماء الرجاء في عفو الله والأمل في مغفرته ، وألا يكتفوا بحثِّ العاصين على التوبة والإنابة ، بل يضيفوا إلى
       ذلك تقديم البدائل والأعمال التي ترسخ الإيمان في قلوب التائبين ، وتجعلهم يثبتون على الطريق ، ولا يبالون بما يعترضهم فيه بعد ذلك .

       وفي القصة بيان لأثر البيئة التي يعيش فيها الإنسان والأصحاب الذين يخالطهم على سلوكه وأخلاقه ، وأن من أعظم الأسباب التي تعين
       الإنسان على التوبة والاستقامة هجر كل ما يذكر بالمعصية ويغري بالعودة إليها ، وصحبة أهل الصلاح والخير الذين يذكرونه إذا نسي ،
       وينبهونه إذا غفل ، ويردعونه إذا زاغ .
       وفيها كذلك أهمية العلم وشرف أهله ، وفضل العالم على
       العابد فالعلماء هم ورثة الأنبياء جعلهم الله بمنزلة النجوم يُهتدى بها في ظلمات البر والبحر .

   رد مع اقتباس رد مع اقتباس عنوان الآيبي




       قصة جريج العابد - من - الحديث الشريف - القصص النبوي



       كان في الأمم السابقة أولياء صالحون ، وعباد زاهدون ، وكان جريج العابد أحد هؤلاء الصالحين الذين برَّأهم الله عز وجل ، وأظهر على أيديهم الكرامات ، بعد أن تربص به المفسدون ، وحاولوا إيقاعه في الفاحشة ، وتشويه سمعته بالباطل ، وقد قص علينا خبره - نبينا صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ، عيسى ابن مريم ، وصاحب جريج ، وكان جريج رجلا عابدا ، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمُّه وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : أي رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فقالت : اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات ، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته ، وكانت امرأة بغي يُتَمثَّلُ بحسنها ، فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه لكم ، قال : فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته ، فأمكنته من نفسها ، فوقع عليها ، فحملت ، فلما ولدت قالت : هو من جريج ، فأتوه فاستنزلوه ، وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه ، فقال : ما شأنكم ، قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك ، فقال : أين الصبي ، فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى أصلي ، فصلى ، فلما انصرف أتى الصبي فطَعَنَ في بطنه ، وقال : يا غلام ، من أبوك ؟ قال : فلان الراعي ، قال : فأقبلوا على جريج يقَبِّلونه ويتمسحون به، وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب ، قال : لا ، أعيدوها من طين كما كانت ، ففعلوا ) .

       كان جريج في أول أمره تاجرا ، وكان يخسر مرة ويربح أخرى ، فقال : ما في هذه التجارة من خير ، لألتمسن تجارة هي خير من هذه التجارة ، فانقطع للعبادة والزهد ، واعتزل الناس ، واتخذ صومعة يترهَّب فيها ، وكانت أمه تأتي لزيارته بين الحين والحين ، فيطل عليها من شُرْفة في الصومعة فيكلمها ، فجاءته في يوم من الأيام وهو يصلي ، فنادته ، فتردد بين تلبية نداء أمه وبين إكمال صلاته ، فآثر إكمال الصلاة على إجابة نداء أمه ، ثم انصرفت وجاءته في اليوم الثاني والثالث ، فنادته وهو يصلي كما فعلت في اليوم الأول ، فاستمر في صلاته ولم يجبها ، فغضبت غضبا شديداً ، ودعت عليه بأن لا يميته الله حتى ينظر في وجوه الزانيات ، ولو دعت عليه أن يفتن لفتن - كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في رواية أخرى ، فاستجاب الله دعاء الأم ، وهيأ أسبابه ، وعرضه للبلاء .

       فقد تذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته وزهده ، فسمعت بذلك امرأة بغي يضرب الناس المثل بحسنها وجمالها ، فتعهدت لهم بإغوائه وفتنته ، فلما تعرضت له لم يأبه بها ، وأبى أن يكلمها ، ولم يعرها أي اهتمام ، فازدادت حنقا وغيظا ، حيث فشلت في ما ندبت نفسها له من فتنة ذلك العابد ، فعمدت إلى طريقة أخرى تشوه بها سمعته ، ودبرت له مكيدة عظيمة ، فرأت راعيا يأوي إلى صومعة جريج ، فباتت معه ، ومكنته من نفسها ، فزنى بها ، وحملت منه في تلك الليلة ، فلما ولدت ادَّعت بأن هذا الولد من جريج ، فتسامع الناس أن جريجا العابد قد زنى بهذه المرأة ، فخرجوا إليه ، وأمروه بأن ينزل من صومعته ، وهو مستمر في صلاته وتعبده ، فبدؤوا بهدم الصومعة بالفؤوس ، فلما رأى ذلك منهم نزل إليهم ، فجعلوا يضربونه ويشتمونه ويتهمونه بالرياء والنفاق ، ولما سألهم عن الجرم الذي اقترفه ، أخبروه باتهام البغي له بهذا الصبي ، وساقوه معهم ، وبينما هم في الطريق ، إذ مروا به قريباً من بيوت الزانيات ، فخرجن ينظرن إليه ، فلما رآهن تبسم ، ثم أمر بإحضار الصبي ، فلما جاءوا به طلب منهم أن يعطوه فرصة لكي يصلي ويلجأ إلى ربه ، ولما أتم صلاته جاء إلى الصبي ، فطعنه في بطنه بإصبعه ، وسأله والناس ينظرون ، فقال له : من أبوك ؟ فأنطق الله الصبي ، وتكلم بكلام يسمعه الجميع ويفهمه ، فقال : أبي فلان الراعي ، فعرف الناس أنهم قد أخطؤوا في حق هذا الرجل الصالح ، وأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به ، ثم أرادوا أن يكفروا عما وقع منهم تجاهه ، فعرضوا عليه أن يعيدوا بناء صومعته من ذهب ، فرفض وأصر أن تعاد من الطين كما كانت ، ولما سألوه عن السبب الذي أضحكه عندما مروا به على بيوت الزواني ، قال : ما ضحكت إلا من دعوة دعتها عليَّ أمي .

       هذه هي قصة جريج كما رواتها لنا كتب السنة وهي قصة مليئة بالعبر والعظات تبين خطورة عقوق الوالدين وتركِ الاستجابة لأمرهما ، وأنه سبب لحلول المصائب على الإنسان ، وأن كل هذه المحن والابتلاءات التي تعرض لها ذلك العبد الصالح ، كانت بسبب عدم استجابته لنداء أمه .

       كما تؤكد هذه القصة على ضرورة الصلة بالله ومعرفته في زمن الرخاء ، وأن يكون عند الإنسان رصيد من عمل صالح وبر وإحسان ، ينجيه الله به في زمن الشدائد والأزمات ، كما أنجى جريجاً وبرأه من التهمة بسبب صلاحه وتقاه .

       وفيها كذلك بيان حال الصالحين والأولياء من عباد الله الذين لا تضطرب أفئدتهم عند المحن ، ولا تطيش عقولهم عند الفتن ، بل يلجؤون إلى من بيده مقاليد الأمور ، كما لجأ جريج إلى ربه وفزع إلى صلاته ، وكذلك كان نبينا - صلى الله عليه وسلم- إذا ح**ه أمر فزع إلى الصلاة .

       وهي تكشف لنا عن مواقف أهل الفساد والفجور من الصالحين والأخيار في كل زمان ومكان ، ومحاولتهم تشويه صورتهم ، وتلطيخ سمعتهم ، واستخدام أي وسيلة لإسقاطهم من أعين الناس وفقد الثقة فيهم ، وبالتالي الحيلولة دون وصول صوتهم ورسالتهم إلى الآخرين .

       فهؤلاء الساقطون في أوحال الرذيلة لا يطيقون حياة الطهر والعفاف ولا يهنأ لهم بال ، ولا يطيب لهم عيش إلا بأن يشاركهم الآخرون في غيهم وفسادهم ، بل ويستنكفون أن يكون في عباد الله من يستعلي على الشهوات ومتع الحياة الزائلة ، كما قال عثمان رضي الله عنه : " ودت الزانية لو زنى النساء كلهن " .

       كما أن هذه القصة تبين وقع المصيبة ، وعظم الفاجعة عند الناس ، عندما يفقدون ثقتهم فيمن اعتبروه محلاً للأسوة والقدوة ، وعنواناً للصلاح والاستقامة ، ولذا تعامل أهل القرية مع جريج بذلك الأسلوب حين بلغتهم الفرية ، حتى هدموا صومعته وأهانوه وضربوه .

       مما يوجب على كل من تصدى للناس في تعليم أو إفتاء أو دعوة أن يكون محلاً لهذه الثقة ، وعلى قدر المسؤولية ، فالخطأ منه ليس كالخطأ من غيره ، والناس يستنكرون منه ما لا يستنكرون من غيره ، لأنه محط أنظارهم ، ومهوى أفئدتهم .

       وقصة جريج تكشف عن جزء من مخططات الأعداء في استخدامهم لسلاح المرأة والشهوة ، لشغل الأمة وتضييع شبابها ، ووأد روح الغيرة والتدين ، وهو مخطط قديم وإن تنوعت وسائل الفتنة والإغراء ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم- : ( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه أحمد .

       وانظر كيف كان مجرد النظر إلى وجوه الفاجرات والعاهرات يؤذي قلوب الأولياء والصالحين ، ويعتبرونه نوعا من البلاء والعقوبة ، فكان أقصى ما تدعو به المرأة على ولدها أن يرى وجوه المومسات كما فعلت أم جريج ، وقارنه بحال البعض في هذا العصر الذي انفتح الناس فيه على العالم عبر وسائل الاتصال الحديثة ، وعرضت المومسات صباح مساء عبر أجهزة التلفاز والقنوات الفضائية وشبكة الإنترنت ، فأصبحوا بمحض اختيارهم وطوع إرادتهم يتمتعون بالنظر الحرام ، لا إلى وجوه المومسات فقط ، بل إلى ما هو أعظم من ذلك !! ، ولا شك أن ذلك من العقوبات العامة التي تستوجب من المسلم أن يكون أشد حذرا على نفسه من الوقوع في فتنة النظر ، فضلا عن ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله .

       وهكذا يظهر لنا أن الابتلاء فيه خير للعبد في دنياه وأخراه ، إذا صبر وأحسن واتقى الله في حال الشدة والرخاء فجريج كان بعد البلاء أفضل عند الله وعند الناس منه قبل الابتلاء .



   




       قصة الأبرص والأقرع والأعمى
       من
       الحديث الشريف - القصص النبوي






       اقتضت حكمة الله جل وعلا أن تكون حياة الإنسان في هذه الدار مزيجاً من السعادة والشقاء ، والفرح والترح ، والغنى والفقر والصحة والسقم ، وهذه هي طبيعة الحياة الدنيا سريعة التقلب ، كثيرة التحول كما قال الأول :

       طبعت على كدر وأنت تريدها

       صفواً من الأقذاء والأكدار

       ومكلف الأيام ضد طباعها

       متطلب في الماء جذوة نار

       وهو جزء من الابتلاء والامتحان الذي من أجله خلق الإنسان : {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً } (الانسان 2) .

       وربنا جل وعلا سبحانه يبتلي عباده بالضراء كما يبتليهم بالسراء ، وله على العباد عبودية في الحالتين ، فيما يحبون وفيما يكرهون .

       فأما المؤمن فلا يجزع عند المصيبة ، ولا ييأس عند الضائقة ، ولا يبطر عند النعمة بل يعترف لله بالفضل والإنعام ، ويعمل جاهدا على شكرها وأداء حقها .

       وأما الفاجر والكافر فيَفْرَق عند البلاء ، ويضيق من الضراء ، فإذا أعطاه الله ما تمناه ، وأسبغ عليه نعمه كفرها وجحدها ، ولم يعترف لله بها ، فضلا عن أن يعرف حقها ، ويؤدي شكرها .

       وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم- عن هذين الصنفين من الناس ، الكافرين بالنعمة ، والشاكرين لها ، في القصة التي أخرجها البخاري و مسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى ، فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، ويذهب عني الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه قَذَرُه ، وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل ، قال : فأعطي ناقة عُشَراء ، فقال : بارك الله لك فيها ، قال : فأتى الأقرع فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناس ، قال : فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، فقال : بارك الله لك فيها ،قال : فأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ، قال : أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس ، قال : فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ، قال : الغنم ، فأعطي شاة والدا ، فأنتج هذان وولد هذا ، قال : فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم ، قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال ، بعيرا أتَبَلَّغُ عليه في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة : فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يَقْذَرُك الناس ؟! فقيرا فأعطاك الله ؟! فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد على هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت ، قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك ، شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ودع ما شئت ، فوالله لا أَجْهَدُكَ اليوم شيئا أخذته لله ، فقال : أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رُضِيَ عنك ، وسُخِطَ على صاحبيك ).

       إنها قصة ثلاثة نفر من بني إسرائيل ، أصيب كل واحد منهم ببلاء في جسده ،فأراد الله عز وجل أن يختبرهم ، ليظهر الشاكر من الكافر ، فأرسل لهم مَلَكـًا ، فجاء إلى الأبرص فسأله عن ما يتمناه ، فتمنى أن يزول عنه برصه ، وأن يُعطى لونا حسنا وجلدا حسنا ، فمسحه فزال عنه البرص ، وسأله عن أحب المال إليه ، فاختار الإبل ، فأعطي ناقة حاملاً، ودعا له الملك بالبركة ، ثم جاء إلى الأقرع ، فتمنى أن يزول عنه قرعه ، فمسحه فزال عنه، وأعطي شعرا حسنا ، وسأله عن أحب المال إليه فاختار البقر ، فأعطي بقرة حاملاً ، ودعا الملك له بالبركة ، ثم جاء الأعمى ، فسأله كما سأل صاحبيه ، فتمنى أن يُرَدَّ عليه بصره ، فأعطي ما تمنى ، وكان أحب الأموال إليه الغنم ، فأعطي شاة حاملاً .

       ثم مضت الأعوام ، وبارك الله لكل واحد منهم في ماله ، فإذا به يملك واديـًا من الصنف الذي أخذه ، فالأول يملك واديـًا من الإبل ، والثاني يملك واديـًا من البقر ، والثالث يملك واديـًا من الغنم ، وهنا جاء موعد الامتحان الذي يفشل فيه الكثير وهو امتحان السراء والنعمة ، فعاد إليهم الملك ، وجاء كلَّ واحد منهم في صورته التي كان عليها ليذكر نعمة الله عليه ، فجاء الأول على هيئة مسافر فقير أبرص ، انقطعت به السبل وأسباب الر** ، وسأله بالذي أعطاه الجلد الحسن واللون الحسن ، والمال الوفير ، أن يعطيه بعيرًا يواصل به سيره في سفره ، فأنكر الرجل النعمة ، وبخل بالمال ، واعتذر بأن الحقوق كثيرة ، فذكَّره الملك بما كان عليه قبل أن يصير إلى هذه الحال ، فجحد وأنكر ، وادعى أنه من بيت ثراء وغنى ، وأنه ورث هذا المال كابرا عن كابر ، فدعا عليه المَلَك إن كان كاذبـًا أن يصير إلى الحال التي كان عليها ، ثم جاء الأقرع في صورته ، وقال له مثل ما قال للأول ، وكانت حاله كصاحبه في الجحود والإنكار ، أما الأعمى فقد كان من أهل الإيمان والتقوى ، ونجح في الامتحان ، وأقر بنعمة الله عليه ، من الإبصار بعد العمى ، و الغنى بعد الفقر ، ولم يعط السائل ما سأله فقط ، بل ترك له الخيار أن يأخذ ما يشاء ، ويترك ما يشاء ، وأخبره بأنه لن يشق عليه برد شيء يأخذه أو يطلبه من المال ، وهنا أخبره الملك بحقيقة الأمر وتحقق المقصود وهو ابتلاء للثلاثة ، وأن الله رضي عنه وسخط على صاحبيه .

       إن هذه القصة تبين بجلاء أن الابتلاء سنة جارية وقدر نافذ ، يبتلي الله عباده بالسراء والضراء والخير والشر ، فتنة واختباراً كما قال سبحانه : { ونبلوكم بالشر والخير فتنة } (الأنبياء 35 ) ، ليتميز المؤمن من غيره ، والصادق من الكاذب :{ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } (العنكبوت 1-2 ) فبالفتنة تتميَّز معادن الناس ، فينقسمون إلى مؤمنين صابرين ، وإلى مدَّعين أو منافقين ، وعلى قدر دين العبد وإيمانه يكون البلاء ، وفي المسند عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، أي الناس أشد بلاء ؟ قال : ( الأنبياء ، ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة ) .

       كما تشير القصة إلى معنىً عظيم ، وهو أن الابتلاء بالسراء والرخاء قد يكون أصعب من الابتلاء بالشدة والضراء ، وأن اليقظة للنفس في الابتلاء بالخير ، أولى من اليقظة لها في الابتلاء بالشر .

       وذلك لأن الكثيرين قد يستطيعون تحمُّل الشدَّة والصبر عليها، ولكنهم لا يستطيعون الصبر أمام هواتف المادَّة ومغرياتها .

       كثير هم أولئك الذين يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف ، ولكن قليل هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة .كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل ، ولكن قليل هم الذين يصبرون على الغنى والثراء ، وما يغريان به من متاع ، وما يثيرانه من شهوات وأطماع ، كثيرون يصبرون على التعذيب والإيذاء ، ولكن قليلين هم الذين يصبرون على الرغائب والمناصب .

       وهذا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يقول : "ابتُلينا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالضراء فصبرنا ، ثم ابتلينا بالسَّرَاء بعده فلم نصبر " .

       ولعل السر في ذلك أن الشدَّة تستنفر قوى الإنسان وطاقاته ، وتثير فيه الشعور بالتحدِّي والمواجهة ، وتشعره بالفقر إلى الله تعالى ، وضرورة التضرُّع واللجوء إليه فيهبه الله الصبر ، أما السراء ، فإن الأعصاب تسترخي معها ، وتفقد القدرة على اليقظة والمقاومة ، فهي توافق هوى النفس ، وتخاطب الغرائز الفطريَّة فيها ، من حب الشهوات والإخلاد إلى الأرض ، فيسترسل الإنسان معها شيئًا فشيئًا ، دون أن يشعر أو يدرك أنه واقع في فتنة ، ومن أجل ذلك يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ، حتى إذا جاءهم الرخاء سقطوا في الابتلاء - كما فعل الأبرص والأقرع- ، وذلك شأن البشر ، إلا من عصم الله ، فكانوا ممن قال فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم ، فاليقظة للنفس في حال السراء أولى من اليقظة لها في حال الضراء ، والصلة بالله في الحالين هي وحدها الضمان .

       كما تؤكد القصة على أن خير ما تحفظ به النعم شكر الله جل وعلا الذي وهبها وتفضل بها ، وشكره مبنيٌ على ثلاثة أركان لا يتحقق بدونها : أولها الاعتراف بها باطناً ، وثانيها التحدث بها ظاهراً ، وثالثها تصريفها في مراضيه ومحابه ، فبهذه الأمور الثلاثة تحفظ النعم من الزوال ، وتصان من الضياع .

 
 

       عثمان بن مظعون - راهب صومعته الحياة



       اذا أردت أن ترتب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفق سبقهم الزمني الى الاسلام فاعلم اذا بلغت الرقم الرابع عشر أن صاحبه هو عثمان بن مظعون..

       واعلم كذلك أن ابن مظعون هذا، كان أول المهاجرين وفاة بالمدينة.. كما كان أول المسلمين دفنا بالبقيع..

       واعلم أخيرا أن هذا الصحابي الجليل الذي تطالع الآن سيرته كان راهبا عظيما.. لا من رهبان الصوامع، بل من رهبان الحياة...!!

       أجل.. كانت الحياة بكل جيشانها، ومسؤولياتها، وفضائلها هي صومعته..

       وكانت رهبانيته عملا دائبا في سبيل الحق، وتفانيا مثابرا في سبيل الخير والصلاح...



       **



       عندما كان الاسلام يتسرّب ضوؤه الباكر االنديّ من قلب الرسول صلى الله عليه عليه وسلم.. ومن كلماته ، عليه الصلاة والسلان، التي يلقيها في بعض الأسماع سرا وخفية..

       كان عثمان بن معظون هناك، وحدا من القلة التي سارعت الى الله والتفت حول رسوله..

       ولقد نزل به من الأذى والضر، ما كان ينزل يومئذ بالمؤمنين الصابرين الصامدين..

       وحين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه القلة المؤمنة المضطهدة بالعافية. آمرا ايّاها بالهجرة الى الحبشة. مؤثرا أن يبقى في مواجهة الأذى وحده، كان عثمان بن مظعون أمير الفوج الأول من المهاجرين، مصطحبا معه ابنه السائب موليّا وجهه شطر بلاد بعيدة عن مكايد عدو الله أبي جهل. وضراوة قريش، وهو عذابها....



       **



       وكشأن المهاجرين الى الحبشة في كلتا الهجرتين... الأولى والثانية، لم يزدد عثمان بن مظعون رضي الله عنه الا استمساكا بالاسلام. واعتصاما به..

       والحق أن هجرتي الحبشة تمثلان ظاهرة فريدة، ومجيدة في قضية الاسلام..

       فالذين آمنوا بالرسول صلى الله وصدّقوه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، كانوا قد سئموا الوثنية بكل ضلالاتها وجهالاتها، وكانوا يحملون فطرة سديدة لم تعد تسيغ عبادة أصنام منحوتة من حجارة أو معجونة من صلصال..!!

       وحين هاجروا الى الحبشة واجهوا فيها دينا سائدا، ومنظما.. له منائسه وأحباره ورهبانه..

       وهو، مهما تكن نظرتهم اليه، بعيد عن الوثنية التي ألفوها في بلادهم، وعن عبادة الأصنام بشكلها المعروف وطقوسها التي خلفوها وراء ظهورهم..

       ولا بدّ أن رجال الكنيسة في الحبشة قد بذلوا جهودا لاستمالة هؤلاء المهاجرين لدينهم، واقناعهم بالمسيحية دينا...

       ومع هذا كله نرى أولئك المهاجرين يبقون على ولائهم العميق للاسلام ولمحمد صلى الله عليه وسلم.. مترقبين في شوق وقلق، ذلك أن اليوم القريب الذي يعودون فيه الى بلادهم الحبيبة، ليعبدوا الله وحده، وليأخذوا مكانهم خلف رسولهم العظيم.. في المسجد أيام السلام.. وفي ميدان القتال، اذا اضطرتهم قوى الشرك للقتال..



       في الحبشة اذن عاش المهاجرون آمنين مطمئنين.. وعاش معهم عثمان بن مظعون الذي لم ينس في غربته مكايد ابن عمّه أمية بن خلف، وما ألحقه به وبغيره من أذى وضرّ، فراح يتسلى بهجائه ويتوعده:

       تريش نبالا لا يواتيك ريشها

       وتبري نبالا، ريشها لك أجمع

       وحاربت أقواما مراما أعزة

       وأهلكت أقواما بهم كنت تزغ

       ستعلم ان نابتك يوما ملمّة

       وأسلمك الأوباش ما كنت تصنع



       **



       وبينما المهاجرون في دار هجرتهم يعبدون الله، ويتدارسون ما معهم من القرآن، ويحملون برغم الغربة توهج روح منقطع النظير.. اذ الأنباء تواتيهم أن قريش أسلمت، وسجدت عم الرسول لله الواحد القهار..

       هنالك حمل النهاجرون أمتعتهم وطاروا الى مكة تسبقهم أشواقهم، ويحدوهم حنينهم..

       بيد أنهم ما كادوا يقتربون من مشارفها حتى تبيّنوا كذب الخبر الذي بلغهم عن اسلام قريش..

       وساعتئذ سقط في أيديهم، ورأوا أنهم قد عجلوا.. ولكن أنّى يذهبون وهذه مكة على مرمى البصر..!!

       وقد سمع مشركو مكة بمقدم الصيد الذي طالما ردوه ونصبوا شباكهم لاقتناصه.. ثم ها هو ذا الآن، تحيّن فرصته، وتأتي به مقاديره..!!



       كان الجوّار يومئذ تقليدا من تقاليد العرب ذات القداسة والاجلال، فاذا دخل رجل مستضعف جوار سيّد قرشي، أصبح في حمى منيع لا يهدر له دم، ولا يضطرب منه مأمن...

       ولم يكن العائدون سواء في القدرة على الظفر بجوار..

       من أجل ذلك ظفر بالجوار منهم قلة، كان من بين أفرادها عثمان بن مظعون الذي دخل في جوار الوليد بم المغيرة.

       وهكذا دخل مكة آمنا مطمئنا، ومضى يعبر درزبها، ويشهد ندواتها، لا يسام خسفا ولا ضيما.



       **



       ولكن ابن مظعون.. الرجل الذي يصقله القرآن، ويربيه محمد صلى الله عليه وسلم، يتلفت حواليه، فيرى اخوانه المسلمين من الفقراء والمستضعفين، الين لم يجدوا لهم جوارا ولا مجيرا.. يراهم والأذى ينوشهم من كل جانب.. والبغي يطاردهم في كل سبيل.. بينما هو آمن في سربه، بعيد من أذى قومه، فيثور روحه الحر، ويجيش وجدانه النبيل، ويتفوق بنفسه على نفسه، ويخرج من داره مصمما على أن يخلع جوار الوليد، وأن ينصو عن كاهله تلك الحماية التي حرمته لذة تحمل الأذى في سبيل الله، وشرف الشبه باخوانه المسلمين، طلائع الدنيا المؤمنة، وبشائر العالم الذي ستتفجر جوانبه غدا ايمانا، وتوحيدا، ونورا..



       ولندع شاهد عيان يصف لنا ما حدث:

       " لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم من البلاء. وهو يغدو ويروح في أمان الوليد بن المغيرة، قال: والله ان غدوّي ورواحي آمنا بجوار رجل من أهل الشرك، واصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى ما لايصيبني، لنقص كبير في نفسي..

       فمشى الى الوليد بن المغيرة فقال له:

       يا أبا عبد شمس وفت ذمتك. وقد ردت اليك جوارك..

       فقال له:

       لم يا ابن أخي.. لعله آذاك أحد من قومي..؟

       قال.. لا. ولكني أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره...

       فانطلق الى المسجد فاردد عليّ جواري علانية ..

       فانطلقا حتى أتيا المسجد، فقال الوليد: هذا عثمان..

       قد جاء يردد عليّ جواري..

       قال عثمان: صدق.. ولقد وجدته وفيّا كريما الجوار، ولكنني أحببت ألا أستجير بغير الله..

       ثم انصرف عثمان، ولبيد بن ربيعة في مجلس من مجالس قريش ينشهدم، فجلس معهم عثمان فقال لبيد:

       ألا كل شيء ما خلا الله باطل

       فقال عثمان: صدقت..

       قال لبيد:

       وكل نعيم لا محالة زائل

       قال عثمان: كذبت.. نعيم الجنة لا يزول..

       فقال لبيد: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذي جليسكم، فمتى حدث هذا فيكم..؟

       فقال رجل من القوم: ان هذا سفيه فارق ديننا.. فلا تجدنّ في نفسك من قوله..

       فرد عليه عثمان بن مظعون حتى سري أمرهما. ف


عدل سابقا من قبل ayouta في الجمعة نوفمبر 22, 2013 9:11 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انا مسلمة
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
avatar


اخر مواضيعي : last posts
عدد المساهمات : 310
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
العمر : 23
الموقع عالمي الخاص

من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2013 9:06 pm

778 778 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamouslima.mountada.net
انا مسلمة
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
avatar


اخر مواضيعي : last posts
عدد المساهمات : 310
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
العمر : 23
الموقع عالمي الخاص

من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2013 9:08 pm

:64: 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamouslima.mountada.net
انا مسلمة
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
avatar


اخر مواضيعي : last posts
عدد المساهمات : 310
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
العمر : 23
الموقع عالمي الخاص

من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2013 9:08 pm

756
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamouslima.mountada.net
انا مسلمة
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
avatar


اخر مواضيعي : last posts
عدد المساهمات : 310
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
العمر : 23
الموقع عالمي الخاص

من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2013 9:11 pm

82036 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamouslima.mountada.net
زائر
زائر
Anonymous



من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2013 9:11 pm

شكرا لكي اختي الكريمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انا مسلمة
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
avatar


اخر مواضيعي : last posts
عدد المساهمات : 310
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
العمر : 23
الموقع عالمي الخاص

من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2013 9:16 pm

82036 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamouslima.mountada.net
انا مسلمة
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
avatar


اخر مواضيعي : last posts
عدد المساهمات : 310
تاريخ التسجيل : 15/11/2013
العمر : 23
الموقع عالمي الخاص

من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالجمعة نوفمبر 22, 2013 9:17 pm

455 85 542 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://anamouslima.mountada.net
τσυταღayouya
فعالة
avatar


عدد المساهمات : 101
تاريخ التسجيل : 20/12/2013
الموقع ayaad.forumalgerie.net

من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالخميس يناير 09, 2014 12:09 am

778 756 455 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملكة التميز
مشاركة
مشاركة
avatar


عدد المساهمات : 75
تاريخ التسجيل : 03/02/2014
العمر : 23
الموقع http://fatima.tunisiarevolution.net/

من روائع قصص الانبياء والتابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: من روائع قصص الانبياء والتابعين   من روائع قصص الانبياء والتابعين Emptyالخميس فبراير 13, 2014 8:55 pm

شكرا لك على الموضوع الرائع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من روائع قصص الانبياء والتابعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجتمع الوردة حكاوي رايقة :: مسلمة ...وافتخر :: قصص التابعين-
انتقل الى: